دليلك لاستخدام الذكاء الاصطناعي و ChatGPT في الخطاب الشخصي

إذا كنت ما زلت لا تستخدم ChatGPT أو أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة واجباتك باللغة الانجليزية أو العربية على حد سواء، فعليك بتجربة ذلك الآن؟ من المحتمل أنك سعيد بروعة هذه التقنية الذكية، لكن السؤال هو: هل ينبغي استخدامها لمساعدتك في كتابة خطاب الرغبة عند التقديم للجامعات العالمية؟ هل يعتبر ذلك غشًا؟ أم يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيد في صياغة هذا الخطاب وغيره من كتاباتك؟

ما هو الذكاء الاصطناعي وChatGPT؟

الذكاء الاصطناعي، أو ما يُعرف بالـ AI، هو مصطلح يشير إلى الأنظمة الحاسوبية التي يمكنها أداء مهام عادةً ما تتطلب التفكير البشري. هذا يعني أنها تحاكي الذكاء البشري بشكل فعالوقد أدى ذلك إلى تطوير أدوات ذكية عبر الإنترنت مثل ChatGPT والتي يمكنها الإجابة على الأسئلة باستخدام قواعد بيانات ضخمة من المعلومات. كما يمكنها توليد نصوص مشابهة لتلك التي يكتبها البشر حول أي موضوع تقريبًا.

لماذا يتحدث الجميع عن الذكاء الاصطناعي؟

ربما شاهدت الكثير عن الفيديوهات التي تعلمك كيفية استخدام ChatGPT أو ربما تستخدم الذكاء الاصطناعي في واجباتك او في صناعة المحتوى. وربما ان الذكاء الاصطناعي سيُحدث تغييرًا جذريًا في المستقبل،فهو يستطيع توليد الأفكار، وكتابة النصوص، وتقديم حلول للمشاكل أو المهام التي نحتاج إلى تنفيذها. ولقد تم اطلاق تشات جي بي تي من فترة وجيزة نسبيا، في نوفمبر 2022. وبالمناسبة حتى مايو 2023، و استخدم تشات جي بي تي أكثر من مليار شخص في العالم. وبسبب العم تشات جي بي تي، أصبح هناك الكثير من النقاش داخل المدارس والجامعات والكليات حول كيفية استخدام الطلاب له في أعمالهم وواجباتهم الفكرية. 

هل يُعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة خطاب الرغبة الشخصي “غشًا”؟

ربما يتساءل الكثير من الأشخاص الذين يسعون للتقديم في الجامعات حول ما إذا كان استخدام أدوات مثل ChatGPT للمساعدة في كتابة خطاب الرغبة الشخصي يُعتبر “غشًا”. إن توليد ثم نسخ، ولصق كل أو جزء كبير من خطابك الشخصي باستخدام أداة ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT وتقديمه على أساس أنها كلماتك الأصلية ومنبع فكرك، قد يُعتبر غشًا من قبل الجامعات والكليات ويمكن أن يؤثر بشكل جدي على فرصك في الحصول على قبولات جامعية.

ففي منصة مثل UCAS، وهي منصة وسيطة للتقديم في الجامعات البريطانية، عند إكمال طلب تقديمك للجامعات، يجب عليك التوقيع الكترونيا بأن خطابك الجامعي لم يتم نسخه من مصدر آخر، ويشمل ذلك برامج الذكاء الاصطناعي. حينها، يقوم فريق التحقق في UCAS بإجراء فحوصات باستخدام برامج متقدمة للكشف عن الطلبات الاحتيالية وأنماط التشابه بين الخطابات الشخصية للمتقدمين كل سنة قبل وصولها الى الجامعات. وإذا اكتشفت برنامج المكافحة التابعة لمنصة UCAS عناصر في الخطاب الشخصي مشكوك في امرها او مشابهة لآخرين، فقد يتم إبلاغ الجامعات أو الكليات المعنية بذلك.

دعونا نتفق أن الخطاب الشخصي يحتوي على كلام شخصي بطبيعة الحال. ويجب أن يصف هذا الخطاب طموحاتك، مهاراتك، والتجارب التي تجعلك مناسبًا للبرنامج الاكاديمي الذي تقدم فيه، كما يجب عليك أن تستخدم فحوى افكارك وكتابتك العادية. بل إن الكتابة ولو كانت مرهقة وصعبة، فهي قد تساعدك على تحديد ما إذا كان البرنامج الاكاديمي الذي تستهدفه مناسبا ام لا.

حسنا، إذا بدا الخطاب الشخصي بشكل مشكوك فيه، قد يؤثر ذلك على فرصك في الحصول على قبول جامعي. في نفس الوقت علينا الاعتراف أن الذكاء الاصطناعي جيد جدا لكنه لا يستطيع معرفة فحوى أفكارك ومشاعرك الشخصية ولا يستطيع التعبير عن مهاراتك وتجاربك الخاصة بشكل متميز. الخطاب المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الطابع الشخصي، وهذا ليس ما تبحث عنه الجامعات والكليات الامريكية و البريطانية و غيرها. تدرك الجامعات والكليات أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مفيدة للطلبة المتقدمين عند كتابة الخطاب الشخصي، تحديدا إذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة. ولقد قمنا بتوضيح بعض النصائح المفيدة حول استخدام مثل هذه الأدوات أدناه.

نصائح لاستخدام الذكاء الاصطناعي وChatGPT في كتابة الخطاب الشخصي

على الرغم من أن استخدام الذكاء الاصطناعي وChatGPT لكتابة خطابك قد يعتبر غشًا، إلا أن هناك طرقًا صحيحة يمكنك من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتك على البدء، وتنظيم الأفكار، ثم مراجعة عملك النهائي. من المهم أن تتذكر أنه بينما يمكن لـChatGPT توليد النصوص، فإنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن أفكارك وتجاربك الشخصية. وذكرنا مسبقا انه يُطلق عليه اسم “الخطاب الشخصي” لسبب أنه شخصي، وتريد الجامعات أن تسمع منك، وليس من روبوت ذكاء اصطناعي.

يمكنك استخدام ChatGPT كأداة للمساعدة في إلهامك، وتوضيح أفكارك، وصياغتها، بدلاً من طلب منه كتابة خطابك الشخصي بالكامل. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتك:

١. العصف الذهني وتوليد بعض الأفكار:

يمكنك استخدام ChatGPT للحصول على أفكار حول المواضيع المتعلقة بمجالك الدراسي المراد، والتي يمكنك ربطها بتجاربك وآرائك الشخصية. أو يمكنك أن تطلب منه أن يسرد لك المهارات المرتبطة بالبرنامج الذي تتقدم إليه، مما يتيح لك التفكير في مواهبك وكيفية التعبير عنها.

٢. المساعدة في إعادة هيكلة الكلام:  

قد ترغب في أن تطلب من ChatGPT اقتراح طرق لإعادة تنظيم الأفكار في خطابك الشخصي.

٣. استخدامه للتحقق من قابلية القراءة:

يمكن استخدام ChatGPT للتحقق من مسودة خطابك الشخصي من حيث قابلية القراءة. قد يقترح طرقًا لإعادة صياغة الجمل لجعلها أكثر اختصارًا، مع الحفاظ على معناها.

افعل و لا تفعل

افعل
تحقق من كل ما تقترحه أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة الحقائق. لأنها قد تخطئ في بعض الأمور!

لا تفعل
تنسخ وتلصق مباشرة من أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدمها كنص نهائي. يمكن للذكاء الاصطناعي ذكر الكثير من الحقائق، لكنه لا يمكنه عكس مهاراتك وتجاربك وأفكارك بصوتك، وهذا ما تبحث عنه الجامعات!

أمثلة جيدة و أمثلة سيئة

مثال جيد ١:

بدأ اهتمامي بالقانون عندما قرأت كتاب “من هي روث بادر جينسبيرغ؟”، وهو كتاب عن قاضية المحكمة العليا الأمريكية التي ساعدت حججها في إقناع الحكومات بتغيير السياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين. جعلني الكتاب أدرك كيف يمكن أن يحدث القانون فرقًا كبيرًا للأفراد حول العالم. 

مثال جيد ٢:

أثناء فترة التدريب العملي الخاصة بي، حيث كنت أتابع محاميًا، حضرت محكمة الصلح المحلية ورأيت كيف يعمل عملية استجواب الشهود، وكان ذلك مثيرًا للإعجاب، وأشعر أن مهاراتي يمكن أن تناسب هذا المجال.

مثال سيء ١: 

من سن مبكرة، كنت مفتونًا بالتعقيدات الدقيقة لنظام القانون وتأثيره على المجتمع. لقد دفعتني هذه الشغف بالعدالة والرغبة في إحداث فرق إيجابي في حياة الناس إلى السعي وراء مهنة في القانون.

مثال سيء ٢: 

بعيدًا عن الحياة الأكاديمية، شاركت في أنشطة خارج المنهج الدراسي التي عززت مهاراتي وزادت من فهمي للقانون

أفكار ولكن دون تفاصيل شخصية:

 في الامثلة الجيد أعلاه، قام الكاتب بالتفصيل والتحديد ما أضاف طابعًا متميزا عن سبب رغبة هذا الشخص للتقديم في تخصص القانون، وهو أمر لا يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي تقديمه مباشرة، وبدون تلقين جيد. اذا ما زلت مصرا ومقتنعا باستخدام الذكاء الاصطناعي، يجب عليك تلقين الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف حتى يقوم بإنتاج شيء مقبول نوعا ما. عليك أن تقدم أمثلة دقيقة ومحددة تتعلق بك وتتناول ما شهدته وما استفدت منه. ويفضل أن تستخدم صوتك المعتاد كما قام هذا الكاتب. النبرة يجب أن تبدو حقيقية وصادقة، وليست مملة ورسمية بشكل واضح ومفرط وهو مايحدث مع الردود السريعة التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

احذر من البساطة والعمومية!

بالمقابل في الأمثلة السيئة أعلاه، تم توليدها بالكامل بواسطة ChatGPT.

تشعر بأنها أكاديمية جدًا ومملة وسطحية. فهي لا تعطي أي إحساس حقيقي بما يحفز الشخص شخصيًا لدراسة القانون، سوى عبارات عامة حول الرغبة في “العدالة” و”إحداث فرق”.

وأخيرًا في المثال السيء ٢، بينما تشير إلى أن الشخص قد شارك في أنشطة خارج المدرسة، لا توجد تفاصيل عن كيفية تعزيز هذه الأنشطة لفهمهم وشغفهم بالقانون.